
في عالم تتصاعد فيه الخلافات، يبرز دور الوسيط النزيه كحاجة مُلحة، وإذ تضع دولة قطر "الدبلوماسية الوقائية" في صلب استراتيجيتها، يُسلط هذا الغرافيك الضوء على كيف تحوَّلت هذه الجهود إلى إنجاز ملموس يعترف به الجميع، خاصة في ملفات إفريقيا المعقدة.
- خلفية الصراع والتدخل القطري
يعود الصراع بين الكونغو الديمقراطية ورواندا لعقود من التوتر حول الجماعات المسلحة في شرق الكونغو، خاصة حركة 23 مارس (M23) التي تتهم كينشاسا كيغالي بدعمها.
وفي مارس 2025، استضافت الدوحة أول لقاء مباشر بين الرئيسين منذ تصاعد الأزمة، مما مهد لسلسلة مفاوضات مكثفة.
وجهود الوساطة القطرية ليست طارئة، بل نتاج سياسة خارجية راسخة تقوم على الثقة والحياد، وبنيت هذه السمعة عبر سنوات من العمل الدؤوب خلف الكواليس لحل النزاعات، ما جعل الدوحة وجهة أولى للدول المتخاصمة.
- التحديات والانتصارات الدبلوماسية
لم تكن المهمة سهلة، إذ تطلب الأمر تنسيقاً دقيقاً مع الجهود الدولية الأخرى، خاصة الأمريكية والأفريقية، وبينما انسحبت أنغولا من دورها الوساطي في المنطقة، واصلت دولة قطر جهودها الدؤوبة، مقدمة مسودات اتفاقيات سلام شاملة ومستضيفة جولات متعددة من المفاوضات في الدوحة.
- الإنجاز الملموس
وبلغت الجهود ذروتها في 27 يونيو 2025، عندما وُقِّع اتفاق السلام التاريخي بين الكونغو الديمقراطية ورواندا في واشنطن، بحضور ودعم قطري أمريكي مشترك.
هذا الاتفاق، الذي يُعد نقطة تحول في تاريخ المنطقة، يقضي بانسحاب القوات الرواندية من الأراضي الكونغولية خلال ثلاثة أشهر، وإنشاء آلية تنسيق أمني مشتركة خلال 30 يوماً، وإطلاق إطار للتكامل الاقتصادي الإقليمي خلال 90 يوماً.
ولا يعزز هذا النجاح مكانة دولة قطر الدولية فحسب، بل ينعكس إيجاباً على أمن المنطقة ككل ويُسهم في حماية الأرواح واستقرار المجتمعات المتأثرة بالصراع.
وحظيت الجهود القطرية بإشادة واسعة من القادة والمسؤولين الدوليين، وهو ما ستجده مرصودا في هذا الغرافيك.